تقنيات الجيل الخامس من التكنولوجيا وتأثيرها على التنافس الاستراتيجي الصيني الأمريكي

الملخص

تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على التغييرات الهامة التي تشهدها العلاقات الصينية – الأمريكية، والتي ساهمت في تعقيد حدة التنافس الاستراتيجي ما بين الدولتين، وهذه التغييرات تتمثل بشكل أساسي بظهور تكنولوجيا الجيل الخامس من الاتصالات، والتي تسعى كلا الدولتين إلى محاولة احتكارها، نظراً لأهميتها المتزايدة في تحقيق عنصر القوة والتفوق على الطرف الآخر، حيث قامت الصين بتعديل نهجها الاستراتيجي في مجال الفضاء السيبراني، وتبنت استراتيجية تقوم على أساس الاندماج العسكري - المدني، والتي تعني توظيف الشركات التكنولوجية العاملة في المجال المدني لخدمة أغراض التقدم العسكري، والتي على أساسها قامت بتوظيف الشركات التي تعمل داخل الصين في تطوير وتصنيع تكنولوجيا الجيل الخامس، وهو ما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية أيضاً إلى اعتبار الأمن في المجال السيبراني يمثل قضية أمن قومي بالنسبة لها، وقامت بإدراجه ضمن استراتيجيات أمنها القومي منذ عام 2017، وبناءً على هذه الرؤية؛ جاءت الاستجابة الأمريكية بالدخول في حرب تجارية مع الصين، وسحبِ الشركات التكنولوجية الأمريكية الموجودة داخل الصين، وذلك لمنعها من الاستفادة من تقنيات هذه الشركات، وتوصلت الدراسة إلى أن البعد السيبراني في العلاقة ما بين الدولتين والتي ظهرت بشكل واضح في التنافس حول تكنولوجيا الجيل الخامس، ساهم في تعقيد حدة التنافس الاستراتيجي فيما بينهم والذي هو بالأساس ينطوي على أبعاد اقتصادية وسياسية، وأنتجَ حالة تهديد متبادل مستمرة ما بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن كل إجراءٍ من قِبَلِ أي منهما يتبعه إجراءات مضادة من قبل القوة الأخرى.